لماذا يصعب علينا التعبير عن مشاعرنا؟

لماذا يصعب علينا التعبير عن مشاعرنا؟
فهم جذور الصمت العاطفي وتأثيره على صحتنا النفسية
هل شعرتِ يومًا أن هناك شيئًا يخنقكِ من الداخل لكنكِ غير قادرة على شرحه أو حتى تسميته؟ هل تترددين في التعبير عن ألمكِ، غضبكِ، أو حتى فرحتكِ؟ عدم القدرة على التعبير عن المشاعر ليست مجرد صفة شخصية، بل هي عرض نفسي متجذر في تجارب الطفولة، وأحداث الحياة، والتربية، وحتى الثقافة
في هذا المقال، سنفكك الأسباب التي تجعلنا نكبت مشاعرنا، ونفهم كيف يؤثر هذا الصمت العاطفي على صحتنا النفسية وعلاقاتنا، خاصة في بيئة مثل الغربة التي تزيد الضغط العاطفي أكثر
التربية والتنشئة
في كثير من البيوت العربية، يُربى الطفل على رسائل مثل
ما تعيطش، انت راجل
سِكتي، الناس هتضحك علينا
احمدي ربنا وخلاص
هذه الرسائل تُترجم في عقل الطفل إلى قناعة
ومع التكرار، يبدأ الطفل في كبت مشاعره بدلاً من التعرف عليها أو التعبير عنها. وعندما يكبر، يصبح هذا الكبت أسلوب حياة
الخوف من الحُكم أو الرفض
كثيرون يخشون أن يُساء فهمهم إذا عبّروا عما يشعرون به
لو قلت إني متضايقة، هيقولوا إني درامية
لو عبّرت عن غضبي، ممكن الناس تبعد عني
هذا الخوف يدفعنا إلى قمع مشاعرنا لحماية علاقاتنا، لكن الثمن يكون على حساب سلامنا الداخلي
غياب المفردات العاطفية
أحيانًا لا تكون المشكلة في الرغبة في التعبير، بل في اللغة التي نستخدمها. كثير منا لا يميز بين
الحزن، وخيبة الأمل
الغضب، والانزعاج
القلق، والتوتر
هذه الفجوة بين ما نشعر به وما نستطيع التعبير عنه تُسمى في العلاج النفسي
الأمية العاطفية
وهي شائعة جدًا خاصة لدى من لم يتعلموا منذ الصغر تسمية مشاعرهم و اذا كنت تودين ان تتعلمي مهارات متخصصة في تسمية مشاعرك قدمت لكي كورس متكامل عن الثقة بالنفس و توكيد الذات و رفع الاستحقاق و شرحت لكي بالتفصيل طرق علمية و عملية لتساعدك في تسمية مشاعرك للاشتراك في الكورس من هنا
تجارب سابقة مؤلمة
لو سبق لكِ التعبير عن مشاعرك وتعرضتِ للرفض أو الإحراج أو حتى العقاب، فغالبًا عقلك سيسجل أن التعبير خطر
مثال
طفلة حاولت تقول إنها خائفة، فسمعت ما فيش حاجة تخوف! انتي خوافة
النتيجة: هذه الطفلة ستتعلم أن تخفي خوفها حتى عن نفسها.
الثقافة المجتمعية:
مجتمعاتنا تُشجّع على الصبر والرضا، وهذا شيء إيجابي في بعض السياقات، لكنه يتحول إلى عبء نفسي حين يُستخدم لقمع الاحتياجات العاطفية المشروعة
ثقافتنا قلّما تُعلّمنا أن
الغضب لا يعني قلة أدب
الحزن لا يعني ضعف إيمان
البكاء لا يعني فشل
ضغط الحياة في الغربة
بالنسبة للمهاجرين، هناك طبقة إضافية من التعقيد
في الغربة، يُتوقع منك أن تكوني قوية طوال الوقت، لأنكِ “محظوظة” بالسفر أو الحياة الجديدة. لكن لا أحد يرى
الوحدة
الشعور بالانعزال
فقدان الدعم العائلي
كل هذه المشاعر تضغط في الداخل، ويصبح التعبير عنها أصعب، خاصة إذا خفتِ أن يُقال لكِ “انتي بتشتكي من إيه؟ ما انتي عايشة برا!”
القناعة الزائفة: “ما فيش داعي أتكلم، مش هيتغير حاجة“
هذه الجملة الشائعة تُخفي ورائها يأس عاطفي، أو ما يُعرف في علم النفس بـ العجز المتعلم
وهو شعور بأن التعبير بلا فائدة، وأن الكلام لن يُحدِث أي تغيير. لكن الحقيقة أن التعبير لا يغير الموقف دائمًا، لكنه يحرّرك من ضغط المشاعر المكبوتة
ماذا يحدث عندما نكبت مشاعرنا؟
التعبير عن المشاعر ليس رفاهية نفسية. الكبت المستمر يؤدي إلى
اضطرابات القلق
الاكتئاب
مشاكل في النوم
انفجارات غضب غير مبررة
أمراض جسدية مرتبطة بالضغط النفسي (مثل القولون العصبي والصداع المزمن)
خطوات صغيرة للتغيير
البدء لا يعني الانفجار. يمكنكِ البدء بـ
كتابة مشاعرك في دفتر خاص
تعلم مفردات عاطفية جديدة
التدرّب على مشاركة مشاعرك مع شخص آمن
حضور جلسات علاج نفسي تعلمك كيف تعبّرين بأمان
رسالة أخيرة
كبت المشاعر لا يحميكِ، بل يؤخّر تعافيك
لكِ الحق أن تعبّري، أن تُفهَمي، أن تُحتَضني بمشاعرك كلها، مش بس الإيجابي منها
وإن لم تجدي من يسمعكِ، فالعلاج النفسي الآمن هو المكان الذي يمكنكِ أن تبدأي منه
هل تحتاجين إلى مساحة آمنة للتعبير عن مشاعرك؟
أنا هنا لدعمكِ
أقدّم جلسات علاج نفسي أونلاين و خصوصا للمهاجرين العرب باللغة العربية، بمدارس علاجية فعالة مثل
العلاج المعرفي السلوكي CBT
العلاج الجدلي السلوكي DBT
العلاج بالتقبل والالتزام ACT
علاج المخططات المعرفية Schema Therapy
احجزي جلستك الآن عبر موقعي من هنا
ودعي رحلة التعافي تبدأ من مكان آمن، ثقافيًا ونفسيًا.
و للتعرف علي جميع كورسات الثقة بالنفس التي اقدمها لك من هنا